في صناعة تمهد فيها قوة النجوم الطريق في كثير من الأحيان، كان من المتوقع أن يكون فيلم The Archies من Netflix، للمخرج زويا أختر، بداية مشرقة لجيل جديد من نخبة بوليوود، ومع ذلك، فإن الواقع الذي تكشف بعد طرح الفيلم في 7 ديسمبر 2023، كان مختلفًا تمامًا، شهد الفيلم، وسط حملته الدعائية الباهظة وعرضه الأول المرصع بالنجوم، شهد عاصفة شديدة من الانتقادات، سببها في المقام الأول فقدان أهم عناصر نجاح العمل الفني، القدرة على التمثيل، الافتقار الواضح لها، خاصة البطولة النسائية ، ابنة شاروخان سوهانا خان وخوشي كابور، لم يكن رد الفعل هذا مجرد خيبة أمل فحسب، بل هو بيان عميق حول الديناميكيات المتغيرة لتوقعات الجمهور ومفهوم الجدارة في صناعة السينما الهندية.
وأكثر ما أثار استياء الجمهور هو أداء سوهانا خان، ونظراً لكونها ابنة شاروخان، أحد أشهر ممثلي بوليوود، كانت التوقعات عالية جدًا. ومع ذلك، فإن مشاركتها في فيلم “The Archies” قوبل برد فعل عنيف شديد، ووصف مستخدمو الإنترنت والمشاهدون أداءها بأنه باهت ويخلو من الكاريزما والمهارة المتوقعة من بطلة العمل، ولم تقتصر الانتقادات على مهاراتها التمثيلية فحسب، بل امتدت إلى أدائها الحواري وحضورها على الشاشة والتأثير العام وافتقارها في إيصال الجمل الحوارية.
يسلط أدائها الضوء بشكل صارخ على الفجوة بين الشهرة الموروثة والموهبة الفعلية، مما يلفت الانتباه إلى الجدل الدائر حول المحسوبية في بوليوود، وتتجلى ضرورة اجتهاد سوهانا للخروج من ظل والدها ونحت مكانتها واضحاً من خلال هذا الفيلم، حيث لم تتم مقارنة تمثيلها فقط بل مقابلته بشكل صارخ بتمثيل شاروخان ، بينما تحمّل أداء سوهانا خان وطأة الانتقادات، فإن خوشي كابور، ابنة الممثلة الشهيرة الراحلة سريديفي، لم تسلم هي الأخرى من انتقادات الجمهور، فعلى الرغم من أن ردود الفعل العنيفة على تمثيل سوهانا خان قد طغت على أدائها إلى حد ما، إلا أن أداء كابور تم النظر إليه أيضًا من منظور نقدي.
وبالمقارنة، كان تمثيلها يعتبر أفضل بشكل طفيف، ولكن هذا سلط الضوء على أوجه القصور لدى خان أكثر، أصبحت هذه المقارنة بين البطلتين نقطة محورية، حيث أظهرت كيف أنه حتى داخل مجالات المحسوبية، هناك درجات متفاوتة من القبول والرفض على أساس الموهبة الفردية والأداء، وهكذا أصبح الفيلم بمثابة بوتقة لهؤلاء الممثلين الشباب، حيث يختبر قدراتهم على الصمود والأداء في صناعة أصبحت لا ترحم وتتطلب موهبة حقيقية.
يعد “The Archies” أكثر من مجرد فيلم؛ فهو يمثل نقطة تحول في تصور وقبول جمهور الفيلم الهندي. إن مردود الفيلم هو إشارة واضحة إلى التغيرات الحاصلة في صناعة السينما الهندية، حيث لم تعد عوامل النسب أو الخلفية تذكرة مؤكدة للنجاح، يسلط رد فعل الجمهور على فيلم “The Archies” الضوء على الطلب المتزايد على الجودة والموهبة والأصالة لأداء الأدواء المختلفة، مما يطغى على إغراء المحسوبية الذي كان سائداً في السابق. لا يقتصر هذا التغيير على رفض عدد قليل من العروض فحسب، بل يشير إلى حركة أكبر نحو الجدارة في صناعة تهيمن عليها تاريخياً الأسماء العائلية والعلاقات، إنها دعوة للاستيقاظ في هذه الصناعة، مما يشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم كيفية صنع النجوم وتقديمها للجمهور.
وفي الختام، يعد فيلم The Archies من نتفليكس بمثابة مرآة تعكس تطور توقعات الجمهور الحديث من صناعة السينما الهندية. أصبح الفيلم، بفضل أبطاله ودعمه رفيع المستوى، بمثابة اختبار حقيقي لنجوم الصناعة الشباب، وهو الاختبار الذي كشف عن الفجوة الآخذة في الاتساع بين توقعات الجمهور وواقع السينما التي يقودها النجوم، الاستجابة الساحقة، وخاصة التركيز على قدرات سوهانا خان التمثيلية، هي رسالة واضحة مفادها أن الجمهور اليوم يقدر المهارة والموهبة أكثر من الروابط العائلية وقوة النجوم، تمثل هذا لحظة مهمة في بوليوود، حيث يتحول السرد تدريجياً من السلالة إلى الجدارة، ومن النسب إلى الفن الحقيقي.